أخبار

إنقاذ حامل وجنينها في حالة طبية معقدة

فوجئت امرأة حامل في شهرها السادس بضرورة حصولها على صمام قلب جديد، بعدما نُقِلت إلى مستشفى مونتيري بسبب فقدانها الوعي فجأة في المطار، وأبلغها الأطباء بأن حالتها الصحية خطيرة ومعقدة، وحملها سيزيد الأمر سوءاً.

وجرى تشخيص المكسيكية لورديس أرياس سولبيس، البالغة من العمر 35 عاماً، مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بضيق شديد في الشريان الأبهر، وهو مضيق في صمام القلب يقيد تدفق الدم، ليخبرها الأطباء بضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتجنب خطر حدوث أي مضاعفات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من حملها، وقرروا نقلها إلى مستشفى هيوستن ميثوديست بولاية تكساس الأميركية.

وواجه الطاقم الطبي في هيوستن ميثوديست عند استقبالهم أرياس سولبيس، تحديات منها احتمال توليدها قبل 28 أسبوع من موعدها، بسبب ضعف عضلة قلبها وعدم قدرتها على ضخ الدم إلى باقي أعضاء جسمها والجنين، ما قد يعرضهما للخطر.

وبحسب الدكتورة فاليريا دوارتي، طبيبة القلب بالمستشفى، فإن حالة أرياس سولبيس ليست فريدة لأنها كانت حامل فقط، بل أيضاً بسبب عدم معرفة الأطباء سبب الضيق الشديد في شريانها الأبهر، خاصة أنها غابت عن الوعي فجأة مرتين دون أي عوارض سابقة.

وبعد عدة تحاليل، وجد الأطباء أنه يمكن علاج المريضة عن طريق استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة، وهو إجراء طفيف التوغل، حيث يستخدم الجراح وعاء دموياً للوصول إلى القلب، حيث تقوم العملية على إدخال قسطرة في الوعاء بفخذ المريض، وتوجيهها إلى قلبه، قبل أن يُدخل الجراح صماماً بديلاً مصنوعاً من الأنسجة الحيوانية إلى القلب.

وبسبب حمل أرياس سولبيس، اضطر فريق الإخصائيين إلى إعادة التفكير في هذه المقاربة، فعلى الرغم من كون العملية ذات نسبة منخفضة لحدوث مضاعفات كالنزيف، فإن الجراحين أرادوا تفادي حدوث أي مشكلات بالقرب من رحم المريضة، واعتمدوا إجراء شق في رقبتها، واستخدام الشريان السباتي للوصول إلى قلبها.

يقول الدكتور ساشين جويل، إخصائي أمراض القلب التداخلية، الذي أجرى العملية: «يعد ضيق الأبهر من الحالات الأكثر شيوعاً لدى كبار السن، ومما يزيد من عوامل خطر الإصابة به ضغط الدم المرتفع والسكري»، مضيفاً: «أما في المرضى الأصغر سناً، فعادة ما يكون الأمر نتيجة عيب خلقي، لكن كلا الحالتين لا تنطبقان على أرياس سولبيس».

ويشار إلى أن استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة ليس حلاً جذرياً، إلا أن العمر الافتراضي لصمامات القلب البديلة المصنوعة من الأنسجة يصل إلى 10 سنوات، لذا يفضل الأطباء علاج المرضى الأصغر سناً المصابين بضيق الأبهر، كحالة أرياس سولبيس، بإعطائهم صماماً ميكانيكياً مصنوعاً من التيتانيوم أو الكربون عبر عملية جراحة القلب المفتوح.

وتكلّلت العملية التي تمت في 16 أكتوبر بالنجاح، وهي الأولى لاستبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة، التي جرت لإنقاذ حياة امرأة حامل في أشهرها الأخيرة.

وعادت المريضة بعد بضعة أسابيع إلى حياتها الطبيعة، وممارسة تمارين اليوغا للحمل ورياضة المشي، قبل أن تستقبل هي وزوجها مولودهما بمستشفى هيوستن ميثوديست في 23 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

اترك تعليقاً

إغلاق