محاضرات وندوات
خبراء: تسخين التبغ يُقلل من الإصابة بالسرطان مقارنة بالسجائر
كشف ديفيد خياط أحد أشهر الأطباء الفرنسيين، أن نسبة من الإصابات بداء السرطان في أوروبا أو حتى في الجزائر سببها السجائر، حيث أن المواد المسرطنة الموجودة في ‘دخان السجائر” سببها حرق التبغ الذي يولد دخانا يحتوى على أكثر من سبعة إلى ثمانية ألاف مادة كيميائية من بينها على الأقل 80 مادة مسرطنة.
وقال خياط في حديث للوفد الإعلامي الجزائري الذي حضر الدورة التاسعة لفعاليات المؤتمر العالمي للنيكوتين المنعقد في بولونيا في الفترة ما بين 16 إلى 18 جوان الجاري ببولونيا، والذي حضرته “الشروق”، أن الإصابة بالسرطان مرتبطة بالتعرض لمسببات الإصابة بهذا المرض، فمثلا الذي الذي يدخن سيجارة واحدة في اليوم ليس مثل الذي يستهلك علبة يوميا أو الذي يدخن لمدة عشرين سنة دون انقطاع.
وأضاف أن الأشخاص يدخنون من أجل النيكوتين، لذلك فالأفضل والأحسن أخذ النيكوتين بأقل الأضرار، لذلك تمت ثلاثة ابتكارات أحدثت ثورة كبيرة في مجال محاربة التدخين.
وحسبه، فهذه الابتكارات هي: التبغ الرطب، السيجارة الالكترونية والتبغ المسخن، حيث كان لها الأثر الكبير في تحول ملايين من المدخنين البالغين إلى المنتجات الخالية من الدخان، للتقليل من مخاطر التدخين.
وأوضح إن: هذه المنتجات المبتكرة اكتسبت ثقة ملايين المدخنين البالغين حول العالم، والرافضين للإقلاع عن التدخين، حيث تتواجد منتجات التبغ المسخن في عدد كبير من دول العالم، حيث قلصت مخاطر الإصابة بالسرطان إلى حوالي 95 بالمائة حسب أخر الإحصائيات والدراسات.
وأشار خياط، إلى أن بعض مرضى السرطان يواجهون صعوبات كبيرة في الإقلاع عن التدخين، كاشفا عن أن حوالي 64 بالمائة من المدخنين الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الرئة يواصلون التدخين، رغم التوعية المقدمة لهم بضرورة التوقف الفوري عن التدخين الذي يعتمد على حرق التبغ والتحول وبسرعة إلى السجائر الإلكترونية وخاصة منتجات التبغ المسخن. الذي يعتمد على تسخين أوراق التبغ على درجة حرارة أقل من 350 درجة، وأن درجة الحرارة هذه لا تتسبب في انبعاث أي دخان أسود.
وقال بصريح العبارة :”إن كانت مخاطر الإصابة بالسرطان بسبب الدخان العادي تصل إلى 100 بالمائة، فإن المخاطر تقل مع منتجات التبغ المسخن لتصل نسبة 0.02 بالمائة، وبالنسبة للسيجارة الالكترونية تكون في حدود 0.002 بالمائة، مثلما تؤكده كل الإحصائيات والدراسات العالمية، لكن هناك عوائق كبيرة في تسويقها لأنها صنعت من طرف مصانع التبغ”.
وكان البروفيسور خياط قد أكد سابقا، أن منتجات التبغ المسخن ساهمت في أن يتحول أكثر من 15 مليون مدخن بالغ عبر العالم، إلى المنتجات الخالية من الدخان والتي تخفض مخاطر التدخين على الانسان عكس التدخين التقليدي.
وحسبه، هذه المنتجات اكتسبت ثقة ملايين المدخنين البالغين حول العالم، من غير الراغبين في الإقلاع عن التدخين، ويسعون إلى تخفيض مخاطره، حيث تتواجد منتجات التبغ المسخن في 71دولة حول العالم، منها انجلترا، وأستراليا، واسبانيا، ونيوزيلندا، واليابان، بالإضافة لعدد كبير من الأسواق العربية.
البروفيسور خياط، أشار أيضا إلى أن جميع الاستراتيجيات والسياسات، التي تم وضعها وتنفيذها طيلة ما يقارب 100 سنة للحد من التدخين، قد باءت بالفشل التام، لهذا يجب علينا أن نسعى لتقليل الأضرار الناتجة عن سلوك التدخين.
وأضاف: نأمل في أن تلعب المنتجات البديلة الأقل ضررًا دورًا في الحد من الأضرار الناتجة عن استهلاك منتجات التبغ التقليدية، لا سيما مرض السرطان الذي يتسبب فيه التدخين.
توماسو دي جيوفاني: التبغ المسخن قد يقلل من عدد الوفيات مقارنة بالسجائر
من جهته قال توماسو دي جيوفاني نائب الرئيس المكلف بالإعلام لدى شركة فيليب موريس إن “القرار الأمثل دائما هو الإقلاع عن التدخين، أو عدم البدء فيه، وبالرغم من مخاطر التدخين المعروفة، هناك الملايين يستمرون في التدخين، لذلك فإن التحول إلى المنتجات الخالية من الدخان والمثبتة علمياً يعد خياراً أفضل لهذه الفئة من المدخنين البالغين”.
وأضاف: منذ 2013 إلى يومنا هذا أجرينا العديد الدراسات حول التدخين، وتم تقديمها إلى العديد من الهيئات العالمية، وهناك دراسات أخرى حول منتوجنا “أيكوس”،الذي تلقى الضوء الأخضر من طرف منظمة الدواء و الغذاء الامريكية باعتباره يحافظ على صحة المدخن.
محدثنا قال في نفس السياق، أن التبغ المسخن أقل ضررا من السيجارة التقليدية، مشيرا إلى أن هذا النوع الجديد يمثل ما نسبته 30 بالمائة، من حصة سوق السجائر، في بعض الدول، حيث قطعت هذه التقنية أشواطا كبيرة.. وما ينقص حاليا هو سن قوانين “ذكية”، وتوعية المجتمع بايجابياته مقارنة مع الاستمرار في التدخين.. أظن أنه بعد 15 سنة ستصبح السيجارة من الماضي في بعض الدول”.
وحول سؤال عن غياب التبغ المسخن في الجزائر، قال توماسو دي جيوفاني أن عملية الاستيراد لا بد أن يتوفر فيها الإطار التنظيمي الملائم، مشيرا إلى أن هذا المنتوج متواجد في بعض الدول الافريقية كمصر، جنوب افريقيا، تونس والمغرب..ولما لا سيكون يوما ما بالجزائر.
وعن سؤال للشروق إن كان تقنية التبغ المسخن ستقلل من الوفايات بسبب التدخين والمقدر عددها 7 ملايين سنويا قال جيوفاني: “هذا هو الأهم.. نعم بهذه التقنية نأمل أن يتراجع العدد لأن الأخطار مختلفة مقارنة بالسيجارة العادية”.
انطلاق الدورة التاسعة لفعاليات المنتدى العالمي للنيكوتين ببولونيا
وانطلقت، الخميس 16 جوان 2022، الدورة التاسعة لفعاليات المنتدى العالمي للنيكوتين بمشاركة المئات من العلماء والخبراء المتخصصين، والذين قدموا من شتى أنحاء العالم لمناقشة ودراسة الأخطار التي يتسبب فيها التبغ وكيفية الحد من أضراره.
وفي البرنامج المقدم من طرف الاختصاصيين في المجال، سيتم متناقشة العديد من القضايا الشائكة على غرار الحد من أضرار التبغ، الحد من أضرار التبغ في البلدان “الفقيرة والمتوسطة الدخل والتحديات والفرص”، “استخدام الضرائب واللوائح لمنع الحد من المخاطر”
ويهدف المنتدى العالمي للنيكوتين لهذه السنة المقام بوارسو البولونية تحت شعار الحد من أضرار التبغ: هنا من أجل الخير”، إلى ايجاد الطريقة المثلى للحد من المخاطر التي يسببها النيكوتين، والإسراع بالتوقف عن التدخين، علما أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أكدت الشهر الماضي أن التبغ يقتل أكثر من ثمانية ملايين شخص في العالم سنويا، وأن زراعته تدمر نحو 3.5 ملايين هكتار من الأراضي الزراعية كل سنة.
خلال تواجدنا في الدورة التاسعة لفعاليات المنتدى العالمي للنيكوتين بمدينة وارسو، لفت انتباهنا نوع جديد من لفافات التبغ الغير المتواجد بالجزائر و هو ما يسمى “التبغ المسخن” وتسعى شركات السجائر الأجنبية، إلى توسيع شريحة المدخنين المتحولين من السجائر التقليدية، إلى هذا المنتج البديل اللذي يعتمد على تسخين التبغ، وتقول الشركات إنَّ المنتج الجديد قد يكون أقل ضررًا بنسبة أكثر من 90% من السجائر العادية، وتختلف لفافات التبغ الجديدة عن التقليدية في أنها تقوم على تسخين التبغ، بينما تقوم الأخيرة على حرقه
الحاضرون والمتدخلون خلال هذا المنتدى العالمي يلحون على الحد من أضرار التبغ والطريقة المثلى التي تمكن طبعا من الحد من الضرر من خلال منتجات النيكوتين الأكثر أمانًا إلى التعجيل بالتوقف عن التدخين وغيره من أشكال تعاطي التبغ المحفوف بالمخاطر، والتغييرات التنظيمية اللازمة لتعظيم إمكاناته والعوائق التي تحول دون تنفيذه في جميع أنحاء العالم، علما أن منتدى السنة الماضية عالج العديد من القضايا على غرار دوافع المدخنين من التدخين، ومناقشة نهج الحد من أضرار التبغ، والذي يحث على تشجيع المدخنين البالغين الذين لا يستطيعون الإقلاع على التحول من المنتجات الخطرة القابلة للاحتراق أو التي يتم تناولها عن طريق الفم إلى المنتجات البديلة بما فيها منتجات الدخان القائمة على تقنية التسخين، والتي من شأنها تخفيض الضرر، إلى جانب تلك المعتمدة على تقنية التبخير، وتبغ المضغ.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد احتفلت يوم 31 ماي باليوم العالمي للإقلاع عن التدخين، وكان شعار حملة 2022 “التبغ يهدد بيئتنا”، وتهدف الحملة إلى زيادة الوعى بين الجمهور بشأن التأثير البيئي للتبغ من الزراعة والإنتاج والتوزيع والنفايات، لإعطاء متعاطي التبغ سببًا إضافيًا للإقلاع عن التدخين.