التغذيةرياضة

أسباب فشل الأنظمة الغذائية في خسارة الوزن

أثبتت الأنظمة الغذائيّة مراراً وتكراراً فشلها في تحقيق نتائج مُرضية على المدى الطويل. فنادراً ما ينجح الإنسان في إنقاص وزنه في المحاولة الثانية بالطريقة والفترة الزمنية نفسها التي حدثت في المرة الأولى. أضف إلى ذلك، ما تتركه تلك الحميات المتكررة من مشاكل صحية وآثار جانبية ضارة في الجسم، وفق «لو فيغارو».

القصة التي ترويها ساندرا آمودت، في كتابها «لماذا تجعلك الحميات الغذائية بدينة»، هي قصة مستقاة من حياتها الخاصة، حيث عبّرت الكاتبة عن تجربتها قائلة: «عندما اكتشفت هذا الدليل، اتخذت قراراً بأن أمضي عاماً كاملاً من دون اتباع أي نظام غذائي أو وزن نفسي، وأن أمارس أنشطة بدنية كل يوم. والنتيجة، لا يزال وزني مستقراً».

ساندرا عالمة في البيولوجيا العصبية، وهي أميركية المنشأ. تحوّلت ساندرا إلى عالم الكتابة العلميّة، وأثارت بتجربتها تلك، الرغبة في فهم كيفيّة تنظيم الدماغ للوزن، وفي إثبات عدم جدوى النظم الغذائية. في ضوء ذلك، راجعت ساندرا الأدبيّات العلميّة، وقدّمت حولها ثلاث ملاحظات هي:

الدرس الأول: الأفراد لا يقرّرون أوزانهم

الوزن المثالي ليس الوزن الذي يضعه الفرد لنفسه، وإنما هو الوزن الذي يقرّره الدماغ استناداً للعناصر الجينيّة وتجارب الحياة. وتشرح ساندرا قائلة: «مثلما يحتاج الجسم إلى عدد معيّن من ساعات النوم، فإن في دماغ كل فرد منا نطاق وزن مفضّل يسعى الدماغ جاهداً للدفاع عنه. يستقر هذا النظام التنظيمي في منطقة ما تحت المهاد، وهي منطقة من الدماغ تشارك في العديد من الوظائف السلوكية مثل التنظيم الحراري، والتحكم في إيقاع الساعة البيولوجية، والتحكم حتى في الجوع. وهو يتلقى إشارات مختلفة تتعلق بمخزون الدهون ومستويات السكر في الدم، وبتناول الطعام، ويعمل استجابة للشهية أو التمثيل الغذائي، أي للطاقة التي يستهلكها الجسم دائماً».

الدرس الثاني: الأنظمة الغذائية محكوم عليها بالفشل

وكشفت ساندرا عن بيانات تُظهر أنّ %80 من الأشخاص الذين يحاولون إنقاص أوزانهم يكتسبونه مرة أخرى في غضون بضع سنوات، بينما يرى آخرون أنّ هذا المعدّل هو أقرب إلى %100. وقد يكون عدد الكيلوغرامات المستردّة أكبر مما كان عليه في السابق. وبيّنت ساندرا آمودت، أيضاً، أنّ خمسة عشر دراسة طويلة المدى، بما فيها دراسات اختصاصيي الحميات، تُظهر أنّ هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالسمنة من أولئك الذين لا يتّبعون نظاماً غذائياً. وتفسير هذه الظاهرة يعود إلى تفاعل الدماغ الذي يفضّل تخزين الطعام تحسباً لمدّة جديدة من التقييد، وأيضاً إلى التغيير الدائم في التمثيل الغذائي الناجم عن النظام الغذائي، حيث ينفق الجسم سعرات حراريّة أقلّ أثناء النظام الغذائي، ويواصل العمل بهذا المعدّل عندما يستأنف الفرد تناول الطعام بشكل طبيعي إلى أن يستعيد الجسم وزنه السابق.

الدرس الثالث: ضرورة ممارسة النشاط البدني

هناك حل وحيد للمحافظة على وزنك المثالي، وهو ممارسة الرياضة البدنية كل يوم، وتناول الطعام عند الجوع فقط. في البداية، يتطلّب الأمر منك جهداً كثيفاً لأننا نعيش في مجتمع يتسم بالطلب المفرط للغذاء، ثم يصبح الأمر سهلاً بعد أن تعتاد عليه، فتحدث الأشياء بشكل طبيعي، وينتهي بك الأمر إلى عدم احتساب السعرات الحرارية، وإلى عدم التركيز على الطعام، مما يوفّر لك الوقت والطاقة للقيام بجميع أنشطتك الأخرى.

 

المصدر: القبس

إغلاق